لعنة_الجيش
في إحدى ليالي ديسمبر الباردة الكتيبة 60 مشاة، كانت نوبتي للخدمة الليلية لحراسة ضلع الكتيبة والضلع جزء من المباني وكان الجزء هو مبيت الجنود لكي تتخيل معي المكان فانا أقف ظهري للمبني وامامي صحراء لا حدود لها وظلمة لا نور فيها، وانا كنت في ظهر المبنى وتبدأ مناوبتي في الساعة 12 ليلاً لمدة 12 ساعة مع زميلي مصطفى السخاوي واستلمنا الحراسة وكانت الحراسة في ذلك الوقت بدون ذخيرة فقط سلاح للتخويف.
بدأت نوبة الحراسة مع صديقي وعندما بدأنا نظر لي مصطفي وقال :-
– أبانوب ممكن اروح اعمل مكالمة هكلم خطيبتي ومش هكون بعيد انت فاهم بقى يا صاحبي
– ماشي يا مصطفي روح وانا هغطي مكانك بس متتاخرش انت عارف عاوزين نعدي الوقت
ثم ذهب مصطفى لزاوية بعيدة لا تظهر لأي من مراقبين الخدمة ثم بدأت انا في الذهاب والإياب على طول منطقة الحراسة الساعة الآن تخطت الواحدة ومصطفي لم يأت وهاتفه مشغول لا استطيع ان اذهب اليه لو مر أحدهم سيكون الجزاء صعب وفي لحظة وانا واقفاً انظر على مد بصري أجد اثنان من الجنود بملابس التريض الخاصة بالجيش وكان من الغريب ان يخرج جنود في ذلك الوقت فصحت بصوت عال، يا دفعة بتعمل ايه هناك، ولكن لم يرد أحد كانت وقفتهم غريبة بعض الشيء كانوا ينظرون إليّ ويميلان برأسهم نحو اليمين قليلاً ولا يتحركان يقفون بجانب بعضهم البعض لا يتحدثون ولا أستطيع تمييز ملامحهم فضوء الكشاف في تلك المنطقة ربما يكون منعدم إلا من خيط طفيف من النور وعندها قررت الذهاب اليهم وعندما اقتربت منهم حدث شيء غريب ….
كلما اقتربت كلما بعدوا لا يتحركون ولكن كانوا يبتعدون على نفس هيئتهم اقتربت اكثر حتى آخر منطقة حراستي وكانت المسافة نفسها لا تتقلص وعندها قلت في نفسي ربما بعض الخيالات واستدرت لكي أعود بنفس الاتجاه ولن تتفاجأ عزيزي عندما أخبرك اني وجدتهم في الناحية الأخرى على نفس الوقفة ولكن الاضاءة كانت افضل قليلاً عندها استطعت تمييز بعض الملامح كانوا شديدو السمرة بدون شعر اسنانهم بيضاء كاللبن كانوا ينظرون اليّ بابتسامة غريبة ،، وتلك المنطقة التي فيها مصطفي يهاتف خطيبته يجب أن اعود سريعا فالأمر مريب وكلما اقتربت كلما ابتعدوا كالعادة عندها ظهر مصطفس مستغربا اين كنت وعندما قصصت له القصة قال :
أبانوب يا حبيبي مافيش حاجة بس شوية تهيئوات من البرد والجوع وقلة النوم عموما انا معاك
-يا عم مصطفي تهيئوات مش تهيئوات خلاص متروحش بعيد
انت بتخاف ولا ايه انشف كده يبني –
الساعة الان الثالثة والنصف ليلاً عندها كنت احتاج قضاء حاجتي في مكان لا يكون بعيدأ وفي تلك الصحراء فالحمامات رفاهية فاخترت مكان قريب من خدمتي في الخلاء وكان مصطفي في مكان الحراسة وعندما نظرت إلى الأمام فإذا بي أجد أحدهم واقفاً بعيد وكان يقترب مني بدون أن يمشي فقط يقترب عندها ارتديت ملابسي سريعاً لأنه كان يقترب أسرع ولا أستطيع حتى أن أنادي على صديقي كنت كالأبكم وقتها، ثم استدرت فإذا بالآخر كان في خلفي مباشرة توقفت انفاسي وربما دقات قلبي توقفت ايضاً وعندها استطعت ان أرى عينيه ففي الحقيقة لم يكن هناك عيون كانت فارغة واصابع يده كانت تصل لركبتيه
لم أشعر بشيء إلا وأنا في غرفة طبيب الكتيبة في محاولات عديدة لإفاقتي
وعندما استرجعت وعيي وسألت مصطفي قال
أنا لاقيتك مغمى عليك فضلت أفوق فيك، بس إنت مبتفوقش، علشان كده جبتك هنا.
كان لابد من أن أستحم فرائحتي كلها بصل فربما وضعوني في قِدْر مليئ بالبصل حتى أستعيد وعيي، حتى مصطفي لم يعد يستطيع تحمل رائحتي ولم يستطيع اكمال ما حدث، فهو شديد الحساسية من تلك الروائح النفاسة كما إنه أراد أن يذهب لاستكمال مدة الخدمة هذا كله حدث سريعاً، أحضرت ملابسي وذهبت إلى مكان الاستحمام كان المكان هادئاً ف الساعة الآن قاربت على الخامسة وبدء شعاع الفجر أن يلوح في الأفق ، المياه باردة كالثلج لا بل هو الثلج ذاته ولكن ليس لدي خيار آخر .
وعند نزع ملابسي فإذا بخطوط سوداء كأنها آثار دماء ولكنه دم أسود هو أقرب للسواد ذلك الدم الذي ينشف على ملابس لفترة من الزمن ربما أصابني شيء عندما وقعت على كلاً سأقوم بغسله الآن وذهبت إلى النوم فلدي الليلة خدمة في الثانية عشر ولكن الضابط أحمد صيفه معي وقال ان الخدمة ستكون وسط الكتيبة بجوار غرفة القائد وسيكون معي اثنان من الجنود ، ولي وراحة إلى موعد الخدمة
بالطبع لم يصدق أحد ما حدث وكأنني كنت أروي نكات سخروا مني حتى طبيب الكتيبة قال ربما اصابك بعض الاجهاد حتى اقتنعت بذلك ربما كان وهماً فسوف انام نوماً عميقاً ، في العادة عندما أنام أضع عصابة على عيني وسدادة أذن لكي أستطيع النوم في النهار حاولت ان أفكر في أمور أخرى لأن تلك الصورة لم تفارق خيالي منذ ان أفقت حتى ذهبت في النوم ، وفي أثناء نومي وأنا أتقلب يميناَ ويسارا شٌعرت بحرارة جسد قريبة مني ربما واقفاً بجانب سريري وعندما انتبهت لذلك حاولت أن أبقى هادئاً ربما أحد الزملاء يمر في العنبر فهذا يحدث ولكن الأمر طال فمازلت أشعر بأحدهم وحينها لم أستطيع ان اتوقف عن التفكير في ذلك الشيء الذي رأيته فماذا لو هو وما هو ماذا سيفعل بي ولماذا انا بدأ الخوف يتسلل إلى قلبي والبرد يتملكني وكل ما تنميت في هذه اللحظة هو أن انام حتى لا اشعر بشيء ولكن هل يمكن أن ينام الخائف لا أعتقد ذلك فلا بد من الاستيقاظ ربما لا سبيل إلا المواجهة وما أتمناه أن يأتي أحدهم إلى الغرفة وفي تلك اللحظة بدأت أشعر بيد تمدد إلى فرشتي ربما أحدهم جالساً على طرف السرير والآخر واقفاً بجانبي تسألني ماذا تتمنى الآن أقول أن أموت في تلك اللحظة فالموت أقل وطئة من الخوف من شيء تجهله .
وبدأت يد باردة تنزع مني غطاء فرشتي فتصنعت النوم هل سيذهب ذلك الشيء أتمنى فإذا بتلك اليد تنزع غطاء عيني فأغمضت عيني بشدة فنزع سدادة الأذن باليتني أستطيع اغلاق اذني أيضأ ..
فإذا هما صديقاي مصطفي وعبدالرحمن جاءوا للاطمئنان عليّ إنها الآن الواحدة ظهراً لقد انتهوا من الخدمة وسمع عبدالرحمن بما حدث لي وجاء ليطمئن عليّ وبدأت أتحدث وقلبي كاد أن ينفجر وكأني للتو انتهيت من سباق للركض 5 كيلو متر :-
– الحمد لله الحمد لله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله الحمد لله
– مالك يا أبانوب عرقان وجسمك بارد جدا كابوس ولا ايه
– الحمد لله مافيش حاجة انا كويس طمنوني عليكم
– احنا تمام يا غالي بس عبدالرحمن أصر أنه يجي يطمن عليك قبل ما ننام ولحسن حظك هيخدم معاك النهارده.
– ايه يا بيبو بتقلقنا عليك علشان تعرف غلاوتك عموما بطل دلع وقوم كده افطر وروق وخد اي حاجة من الصيدلية تفوقك واحلق دقنك
– شكرا يا جماعة فعلا محتاج اقوم، اشوفكم في الخدمة بليل ولو صحيتم بدري هتلاقوني في الكافتيريا
قمت ففرشت أسناني وارتديت ملابسي الخاصة بالتريض وذهبت إلى الكافتيريا لأشرب بعض القهوة واتناول أي مخبوزات موجودة وفي الكافتيريا قابلت الضابط أحمد وقال لي:-
– ايه يا واد يا أبانوب مالك مضحكش عليك الناس يقولو ايه على الاسكندرانية
– مافيش يا حضرت الضابط أنا كويس بس ممكن تعب واجهاد
– انت عارف يا واد يا أبانوب انا بقالي 5 سنين في نفس الكتيبة دي عمر ما حاجة حصلت من دي شكلك بتحب تشوف افلام كتير لحست دماغك
اكتفيت بابتسامة وانا مطبق الشفتين كنت ما أود أن يتحدث
، ما بقى لي إلا اسبوعين على أن تنتهي فترة تجنيدي أتمنى أن يمروا بسلام وأخلص من ذلك الشخص المريض وكل من يشبهونه، ثم نظرت في الساعة الوقت يمر كالبرق انها السابعة ذهبت لكي أحضر ملابسي المغسولة أعتقد انها أصبحت جافة، عجيب ،،، فنفس القميص مازالت العلامات واضحة فيها بل هي أوضح ربما يحتاج كلور وبعض المبيضات سأحتفظ به داخل حقيبتي عندما أذهب الى المنزل سوف تتولى امي مسئوليته .
كانت هناك مباراة لفريقي المفضل الأهلي انشغلت فيها وبتحليل المباراة والوقت يمر إلى أن جاءت الساعة 11 ليلاً تلك الليلة كان الهواء فيها قوي والرمال تتحرك في كل مكان والرؤية شبه منعدمة ولا حل لهذا الجو غير المطر، وفي تلك الصحراء للأسف غير مناسب العيش سواء صيف أو شتاء فأنت بين نار وجليد وكنت ألثم وجهي بغطاء لتدفئة أنفي حتى لا تقع من كثرة البرد وكنت أقف مع عبدالرحمن صديقي لا نتحدث فلن نستطيع سماع بعضنا البعض حتى يهدأ الجو قليلاً، كنت أقف مستنداً على جدار وكان يقف أمامي عبدالرحمن الساعة الآن 1 بعد منتصف الليل المكان صامت فصوت حديثنا لا غيره ما نسمعه وكنا نتحدث بصوت منخفض حتى لا يسمعنا أحد وخصوصا اننا بجوار غرفة القائد وكان زميلنا الثالث يقف على مقربة منا تعارفنا تعارف سريع ولكنه قليل الكلام
الساعة 1.30 ص عبدالرحمن ذهب للحمام بجوار غرفة القائد ووقفت انا وزميلي على مقربة مني فإذا بصوت غرفة القائد يفتح ببطيء شديد وصوت صرير الباب يسري في المكان وواضح من الصوت بطئ فتح الباب وكانت العادة أننا نقف أمام الباب ولكن لا نجرؤ على النظر الى القائد فقط نعطي ظهرنا للباب لنمنع مرور أو دخول أي أحد حسب الأوامر ، فتح الباب ونحن واقفون متصلبين وقفة التمام العسكرية ، لمدة 10 دقائق ولم يغلق الباب فعندما وصل عبدالرحمن قال
-إنتو واقفين كده ليه، هو القائد خرج؟ وليه الباب مفتوح؟
نظرت للخلف فإذا بالباب مفتوح ويوجد ممر على مرمى الباب في آخره غرفة القائد بابها مفتوح ويخرج منها ضوء خافت ربما ضوء أباجورة كما أنه توجد بعض الظلال تنبعث من الغرفة فتوقعنا أنه أحدهم بالغرفة يجلس مع القائد ولكن كيف لم نراه !! من الأفضل أن نظل ثابتين مكاننا، بعد نصف ساعة سمعنا صوت شيء انكسر داخل الغرفة وأغلق الباب بشدة عندها لم نستطيع الوقوف طويلاً وذهبنا الى باب الغرفة وطرقنا الباب بهدوء لكي نطمئن على القائد فُتح الباب ولكن لم يكن القائد موجوداً خلف الباب من الممكن أن يكون الهواء هو من دفعه على كلاً دخلت انا وعبدالرحمن ولكن طلبت من عبدالرحمن أن يدخل إلى الغرفة بهدوء بمفرده فإن القائد يعرفه وانا سأقف في أول الممر ونظرت إلى عبدالرحمن فإذا هو واقف متصلباً لا يتحرك فناديت عليه لا يرد ففتحت الباب كي أنادي على زميلنا الثالث فلم أجده فتركت الباب مفتوحاً ودخلت حتى أرى ما هناك مشهراً سلاحي الفارغ من الذخيرة والتقط انفاسي بسرعه وأمشي ببطيء وانا في منتصف الممر ينغلق الباب فأنادي من هناك فلا يرد أحد وفجأة ينقطع ذلك النور الخافت ولكن لحسن الحظ معي كشاف الهاتف صغير فأخرجت الهاتف من جيبي وافتح الكشاف فإذا وبشكل مفاجئ وبدون مقدمات ينتفض قلبي من مكانه ذلك الشيء يظهر مرة أخرى مقابل وجهي وجه أسود أقرع عريض الأنف أسنانه شديدة البياض بدون عينان وجهه مستدير فرجعت إلى الخلف ببطيء والتفت فإذا بالأخر خلفي لا اعرف لماذا لم يغشى عليّ وكان كابوساً ولو استطعت لطعنت نفسي في قلبي لأخلص من ذلك العذاب ولكن لم أستطيع حتى التنفس وقفت مكاني متسمرا فتحرك أمامي وكأنه أراد أن اتتبعه فتتبعته حتى وصل إلى غرفة القائد فإذا بالقائد جالس على كرسيه وفجأة اختفى احدهم خلف القائد وبدء القائد يتحدث بلسان ذلك الشخص …
قبل ثلاثة أعوام داخل غرفة المقدم محمد سلطان قائد الكتيبة قام بالاتصال بالضابط أحمد صيفه وقال له :-
– يا أحمد عملت ايه في اللي كلمتك عليه معنديش وقت لازم بكرا
– يا سعادة الباشا خلاص انا اتفقت مع الرجالة
– رتبت موضوع الاجازة والحراسة وكل حاجة مش عاوز مشاكل مش عاوز غلطات
– لا تقلق يا سعادة الباشا اعتمد عليا
– عدي عليا باليل انت والرجالة عشان نرتب كل حاجة
– أمرك يا سعادة الباشا
الساعة 2 صباحاً الضابط أحمد ومعه اثنان من الجنود هما محمد وحسن من صعيد مصر تحديدا محافظة اسوان وصلوا لباب غرفة القائد حسب الموعد، ثم فتح أحمد الباب مباشرة ودخلوا إلى الغرفة فوجدوا القائد جالس على مكتب وامامه كرسيين فطلب منهم الجلوس واعطاهم كوبين من العصير ثم قال لهم :-
– انتم عارفين ان ليكم معزة خاصة لكم دونا على باقي افراد الكتيبة طول عمري بحب اهل اسوان طيبين ورجالة
– شكرا يا افندم وكان نفسنا نقعد معاك اكثر بس للأسف خلاص أسبوعين على الخدمة ونرجع بلدنا
– ما هو علشان كده انا طلبتكم النهارده انا عاوزكم تقوموا بمهمة وطنية سرية ومتخافوش فيها مكافاة مميزة علشان تشتروا شوية حاجات وانتم نازلين من اسكندرية ده غير انها هتكون في السجل الخاص بخدمتكم
– مش عارفين نقولك ايه يا افندم بجد شكرا وكتر خيرك وان شاء الله نكون عند حسن ظنك
– يا أحمد ماله محمد ساكت هو مش عاجبه الكلام ؟
– لا يا باشا بس هو خجول شوية ده حتى طاير من الفرحة
– خلاص يا رجالة اجهزوا بكره بليل هنطلع، المهمة هتكون احنا الأربعة بس زي ما قولت مافيش جنس مخلوق يعرف حاجة عن المهمة، ونسيت اقولكم انكم هتوقعوا على طلب أجازة لأي عذر لزوم السرية وكمان مفيش أي تفاصيل غير بكرا بليل والبسوا ليس التريض وهاتوا كل حاجاتكم كأنكم نازلين إجازة بالتوفيق يا شباب روحو ناموا كويس علشان محتاج تركيزكم .
قبل ذلك اللقاء بيومين اتصل القائد على الضابط وطلبه على أن يمر عليه حالاً:
– حمد الله على السلامة يامحمد باشا
– الله يسلمك انا مش مطمن الموضوع المرة دي كبير
– مافيش حاجة تكبر عليك يا سعادة الباشا انت الخير والبركة بس احكيلي سعادتك ايه المطلوب
– على عمق 12 كيلو من هنا في عمق الصحراء ف هناك كهف وجوه الكهف ف بوابة قديمة مقفولة على 100 كيلو دهب من عيار 24 بقالها اكثر من 70 سنة
– والدهب ده كان بتاع مين يا محمد باشا
– الدهب كان ملك واحد دجال مشهور كان موجود وقتها وكان بيعيش في الصحراء دي كلها لوحده طول الليل ويظهر للناس بالنهار عشان يعمل اعمال وسحر والقصص دي ، المهم انه لما الحرب دخلت مصر “الحرب العالمية الثانية” والضرب قرب منه والطيران يقصف بشكل عشوائي فقرر انه يقفل على الذهب اللي معاه ولأنه كان بيسخّر الجن فخلى على الباب تعويذة تخلي أي حد يحاول يمد ايده على الباب ينتهي أمره في وقتها غير ان في 2 من مردة الجن بيحرسوا الباب إلى يوم يبعثون
– طيب وفين الشيخ الدجال وراح فين
– محدش عارف فجأة اختفى
– والمطلوب يا محمد باشا
– حسب كلام الدجال اللي من طرفهم محتاجين دم 2 شباب اغراب عن المكان هيتم عليهم شوية طقوس والباب هيتفتح ساعتها وناخد الذهب
– ايوه بقى يا سعادة الباشا أخيرا ويا ترى يا باشا نصيبنا ايه من العملية دي
– انت نسيت نفسك ولا ايه يا أحمد اقف انتباه يلا روح شوف أي اثنين اهم حاجة يكونوا من ابعد مكان في مصر مش عاوز حد يجي يعملي دوشة وكمان تكون احتمالات انهم حصلهم أي حاجة في الطريق تكون كبيرة
تحركنا في الليل وبمنتهى السرية حسب الاتفاق وكان أصر علينا القائد أن نتصل بأهالينا من باب التمويه ونخبرهم اننا في الطريق، ثم ركبنا السيارة وتحركنا نحو المكان وقبل الوصول أخبرنا القائد ان المهمة عبارة عن حراسته اثناء إتمام صفقة مع بعض البدو للاتفاق معهم على خطة لتسليم إرهابيين ..
وصلنا ونزلنا طلب منا أن نقف خارجاً ثم دخل الكهف وخرج ثم أشار إشارة للضابط أحمد ثم فجأة قاموا بضربنا على رؤوسنا فأسقطونا مغشياً علينا ثم قاموا بربطنا جيداً ووضعوا شريط لاصق على فمنا، وبعد نصف ساعة قاموا بإفاقتنا لنجد أمامنا رجل يرتدي جلباب أسود وعمة سوداء ذو وجه طويل بلحية بيضاء وحاجبين كثيفين وعينان جاحظة مكحلة ولديه أسنان ذهبية واضحة ويتدلى من رقبته الكثير من الحبال المعقودة بشكل غريب كما يرتدي خواتم كبيرة ومعه اثنان من المساعدين ومن الواضح انهم ليسوا مصريون أو عرب فهم شديدو البنية وملاحمهم قاسية ولا يتحدثون ، كما يوجد اثنان من البدو ثم بدء ذلك الدجال يتلوا بعض الكلمات الغير مفهومة ويرش سائل أحمر غريب علينا وبدأت تعلوا أصوات من داخل الكهف وعندها قام بتقطيع أيدينا ثم قام باقتلاع أعيننا وكان يجب أن يتم ذلك ونحن أحياء حتى انه قام بكي أيدينا حتى يتوقف، لا أستطيع أن أصف لك الألم.
ثم ذهب الدجال ومعه بعض من أعضاء جسدنا في وعاء ثم قرأ عليها بعض الكلمات ودخل إلى الكهف بمفرده ثم خرج ولكنه كان مضطرباً ، الباب فُتح ولكن شعُر أن هناك سمة خطأ حدث لا يعلم ما هو ، وبعدها دخلوا أخرجوا الذهب ووضعونا داخل الغرفة واغلقوا الباب وخرجوا ، ولكن عند دخول الدجال إلى الكهف فجأة توقف الألم وكأن شيء لم يكن بل وكأننا نرى .
عدنا لصديقنا أبانوب بغرفة قائد الكتيبة وبعد أن انتهى أحدهم من رواية القصة على أبانوب نظر إلى أبانوب وقال :-
– متخفش يا أبانوب إحنا مش هنأذيك، إحنا عايزين ننتقم وبس وعاوزينك تساعدنا
– خدت نفسي بالعافية وقولتلهم، إزاي هساعدكم وإشمعنا أنا بالتحديد
– ليه انت لأن دا قدرك، وإزاى هتساعدنا … انك تجيب الضابط أحمد هنا وتواصلنا إلى مكان الكهف وتقرأ علينا نفس التعويذة لإن أرواحنا لسه بتتعذب، إحنا لسنا أحياء ولا أموات ومفيش هناك طريقه إلا إننا ننقل ليهم الروح دي بنفس الطقوس علشان ترتاح أرواحنا، وكمان عاوزينك تبلغ أهلنا بكل التفاصيل علشان يستلموا عظامنا ويقوموا بدفننا في بلادنا ولازم النهارده، لان ده نفس اليوم اللي حصلت فيه الحادثة من تلت سنين .
– لا مقدرش أعمل حاجه زي دي
– إنت مش هتعمل حاجه غير انك تسوق العربية وأنا هتحرك بجسم القائد وزميلي بجسم الضابط وانت هتسوق بينا، وبعدين هتقرأ الكلمات اللي في الورقة دي وتمشي بعدها . ولو معملتش كدا هنطاردك لبقية عمرك ومش هنخليك تعيش في سلام .
– وزميلي عبدالرحمن لسه زي ماهو واقف هنا
– متقلقش هو مش حاسس بأي حاجه، ولما ترجع أقف جانبه وقول بسم الله ثلاث مرات في ودانه وهيفوق، ومش هيفتكر أي حاجه غير انكم دخلتم لغرفة القائد، يلا اتصل على الضابط أحمد حالا
– بصوت مرتجف يتصل ألو حضرة الضابط
– أيوة يا محمد باشا
– انا مش محمد باشا انا أبانوب، محمد باشا عاوزك ضروري
– هو متصلش بيا ليه
– في مشكلة كبيرة وهو كلفني اتصل بيك تيجي حالا ولوحدك
– وعندما دخل الضابط أحمد قام ابانوب بغلق الباب جيداً
– ثم ذهبوا سوياً إلى السيارة وتحركوا
وعندما وصلنا جعلوني أنتظر بعيداً ثم أعطوني وعاء ملطخ بالدماء وطلبوا مني الدخول وقراءة كلمات محددة ليست بالعربية ولكنها مكتوبة بحروف عربية حتى أستطيع قرأتها ثم فعلت ذلك وانصرفت كما اشترطوا عليّ حتى لا أتأذى ، وعندما رجعت وانا مازلت قدامي يتخبطون في بعضهم البعض وجسدي يصب عرقا وقلبي يرتجف وأنا أتمنى أن أكون في كابوس نظرت إلى الوراء خلسة وما رائيته لا ولن استطيع وصفه أبدا ولا اعلم كيف عدت، وفي اليوم التالي قاموا بالبحث عن المقدم محمد والضابط أحمد واستجوبوا كل الموجودين وكنت أنا محل شك لكل الموجودين لأني لم أكن طبيعيا فكيف يكون المرء طبيعياً بعد كل ما رأيت وأيضا شهد احدهم أنه رآني أقود السيارة معهم وكنت انا آخر من كان معهم وبعد تحقيق طويل وفقدان أعصاب رويت لهم القصة كاملة وذهبوا إلى مكان الكهف فلم يجدوا أي أبواب طمس المكان تماماً ولكن وجدوا بعض سبائك الذهب في غرفة الضابط أحمد وتمت محاكمتي عسكرياً واودعوني في مصحة الأمراض النفسية مع اتهامي بأني المتورط في اخفائهم .
و بعد سنتين في مصحة الأمراض النفسية :-
– شكرا لك يا أبانوب على وقتك وانا متأكد انك بريء وهتخرج قريب
– شكرا ليك يا دكتور انا كنت خلاص فقدت الأمل بقالي سنتين هنا لحد ما خلاص قربت اتجنن محدش مصدقني محدش عاوز يصدقني انا هكدب ليه طيب لو انا اللي قتلتهم فين الجثث
– مش كل حاجة حصلت ينفع نحكيها يا أبانوب – عموما انا هكلم الدكاترة واشوف الموضوع وصل لفين وارجعلك
ثم ذهب الدكتور ياسر إلى الفريق الطبي الخاص باأبانوب وقال :-
– مازال يروي نفس القصة
– هي تعتقد انه عنده صدمة بعد أن قام بقتل المقدم والضابط أحمد بعد أن فعلوا مع ما فعلوا، خصوصاً أن كثير من الجنود شهدوا أنه ربما يكون متورط لأنه كان غريب الأطوار حتى طبيب الكتيبة قال انه يقول انه يعاني من هلاوس
– ولكن أين الجثث
– لا نعلم ربما دفنهم في مكان ما وهو لا يتكلم طوال العامين غير نفس القصة
– اذا فلنكتب التقرير مثل كل مرة.
تمت
لعنة_الجيش
الكتيبة60مساة
محمد_أحمد_عباس